مجامع الحُزن - د.عبد العزيز بن مختار شبِّين |
آل الكرباسي - معجم الأشعار |
الثلاثاء, 20 أيلول/سبتمبر 2011 09:49 |
مجامع الحُزن
رثى(1) الدكتور عبد العزيز بن مختار شبِّين المغفور لها السيدة أم علي شقيقة العلامة الشيخ محمد صادق الكرباسي (قدّس الله سرَّها) عن لسان حاله قائلاً من الكامل:
1 – الحزنُ يجْمَعُ بَعْدَ لأْيٍ شَاسِعِ يا أُخْتَ يُوشعَ هلْ أَعدُّ فواجِعي؟! 2 – ماذا تخطُّ يراعتي بطلاسمٍ مِثْل العُبَابِ على الفؤادِ زعازِعِ!؟ 3 – في دمْعنا صمتُ المسافةِ ينْطوي ما بيْنَ هَمٍّ أو غريبٍ جازِعِ! 4 – أحرقْتِ حقْلَ مشاعري ودفاتري في لحظةٍ عَصَفَتْ بدفْءِ مَرَابعي 5 – وكتمْتِ همْسَ الشِّعرِ في أنفاسِنا وحشوْتِ هَذا الجَمْرَ بيْنَ أَضَالعي 6 – يا أُخْتَ صادقَ تذكرينَ وِدَادَنَا مَعَ كلِّ فجْرٍ بالمحبَّةِ سَاطِعِ 7 – عطرُ اشتياقِكِ رفَّ مُنْساباً على ذكرى نعيقِ الهاتفِ المُتَتَابِعِ 8 – ومددْتُ طيْفاً كي أضمَّ خيالَها لكنْ رجعْتُ بقبضِ وَهْمٍ ضائِعِ! 9 – في غمْرةٍ لَمْ أصْحُ منْها واعياً إلاّ على أفواهِ جزْرٍ بالعِ 10 – حاولتُ رسْمَ ظلالها أُغرُودةً أُحيي بها عهْدَ الوصالِ الرَّائِعِ 11 – وسكُونَ مريَمَ والنَّخيلَ مُكابراً أو وجْهَ فاطمَ كالصَّباحِ النَّاصِعِ 12 – العنْفُوانُ تفتَّحَتْ أوراقُه فيها على كفِّ الرَّبيعِ اليانِعِ 13 – يا حلْمَهَا بالواحَتَيْنِ يرفُّ مِنْ قُدْسِ النَّدَى، ويعفُّ مثلَ الوارِعِ 14 – قَدْ ذكَّرتْني الرَّائحاتُ نسيمَهَا والغادياتُ بخطوها المُتَسَارعِ 15 – وحنينَها لمْ يُخفِ عنَّا وهْجَهُ ينْثالُ خلْفَ هديرِها المُتَدَافِعِ 16 – إنِّي عرفْتُكِ ورْدةً شَاميَّةَ وَشَمَمْتُ سحْرَ عطورها مِنْ صانِعِ 17 – يا بنْتَ دجْلَةَ والفراتِ لمحتُ في عيْنَيْكِ سرَّ خواتمي ومَطَالعي 18 – فكتبْتُ عنْكِ اللَّوحَ مختُوماً بأَدْ مُعِ شاردِ، وحسيسِ آهٍ جازِعِ 19 - ذي كربَلاَ ألقتْ عليكِ سلامَهَا فرددْتِهِ بتَوَدُّدٍ مُتَوَاضِعِ 20 – ولقدْ خَبرْتُكِ والجمالَ حدائقاً لم تَمْحُهَا ريحُ الشِّتاءِ اللاَّذعِ 21 – صوَّرْتِهِ قَمَرَيْنِ مِنْ فَلَقِ البَهَا ولَكِ انتهى مَدُّ الضِّياءِ الفارِعِ 22 – كانَ اختصارُكِ للمَدَى في رِحْلَةٍ صوفيَّةٍ، وعبيرِ ذكْرٍ شائِعِ 23 – مُدِّي إلينَا كَيْ نراكِ فواصلاً حوريَّةٍ، وبهَاءَ وَصْلٍ لامِعِ! 24 – وَسَم الجلالُ على جبينكِ أُفْقَهُ فكأنّما هُوَ نُورُ نَجْمٍ طالِعِ! 25 – شُدِّي وثاقَكِ للسَّماءِ تَوَحُّداً لعيُونِ فاتحَةٍ، وختْمٍ جَامِعِ 26 – مِنْ كربَلاَ زهْراءُ(2) شيَّعَهَا الضُّحى وبكى العَشيُّ بكلِّ طرْفٍ خاشِعِ 27 – ما بيْنَ قُمَّ وكربَلاَ تغريبةٌ لأبي تُرَابٍ، الإمامِ القانِعِ 28 – أبَداً مَعَ الحزْنِ الكلامُ مُحطَّماً أُلقيهِ بيْنَ مَوَاجدٍ ومَسَامِعِ! 29 – تمضي البتُولُ وذي الملائكُ صُعَّداً مِنْ حولها تَسْري كسرْبٍ راتِعِ! 30 – يفْرِشْنَ مدَّ مَكَانِها وزمانِهَا حُلَلاً بُسطْنَ لمُستَهَامٍ والِعِ 31 – الأرضُ تبكي والسَّماءُ مَعاً لها يعقوبُ بينَهُمَا كمُزْنٍ دامِعِ 32 – الأخضرانِ على يديكِ تفتَّحَا خلْفَ السَّحابِ وغرَّدَا للسَّاطِعِ 33 – عيْنَاكِ أشرقَتَا بصحوك حالماً ما بيْنَ سَاجدَةٍ تحتُّ وراكِعِ 34 – ذاكَ الطَّريقُ إلى الخُلود مُزَعْفَراً سطَّرْتِهِ، ومشَيْتِهِ كالضَّارِعِ 35 – بالشَّمْعَتيْنِ زرعْتِ كلَّ كُهُوفِهِ صبْحاً يُروِّي جَدْبَ كلِّ بلاقِعِ 36 – ومحوْتِ خلْفَكِ أعصراً منْ ظلْمَةٍ عطَّرْتِهَا بضياءِ خطْوٍ نازِعِ 37 – السَّابحاتُ فَتَحْنَ بابَكِ مُطْلَقاً لحمائمٍ كالسَّائحاتِ سَوَاجِعِ 38 – نادتْكِ أزهارُ الطُّفوفِ فواطماً يَبْكينَ بيْنَ مشانقٍ ومَرَاضِعِ 39 – خلَّفْتِهنَّ وراءَ كلِّ مُسَيَّجٍ أقْنَى منَ الدَّمِ بالذَّوَائِبِ ماتِعِ 40 – الدَّوْحُ ممْدُوداً إليكِ تَحُفُّهُ وُرْقُ النَّقا مِنْ كلِّ أصلٍ فارِعِ 41 – النَّازعاتُ مَشَيْنَ خلْفكِ تُبَّعاً مَعْ كلِّ حُورٍ بالمغيبِ شوارِعِ 42 – يا شبْهَ يوسُفَ في الجَمَالِ مُقدَّراً وحُسَيْنَ في الطُّهْرِ العلِيِّ الصَّادِعِ أنشأها في 15/11/2007م أثناء إقامته في منطقة إكلز بمدينة مانجستر في المملكة المتحدة. إشارة إلى المغفور لها (شقيقة الكرباسي) قدّس الله سرّها والتي اسمها بتول، وتُلقَّب بـ "الزهراء".
|