الفصل السابع: في الوثائق والصور طباعة
آل الكرباسي - الباب الخامس: فيما يتعلق بأساتذة الإمام الكرباسي
الأربعاء, 03 آب/أغسطس 2011 09:51

الفصل السابع

في الوثائق والصور(1)

ويقع في قسمين، القسم الأول: في نص بعض الوثائق والاجازات.

والقسم الثاني: في صور بعض الوثائق وبعض المراقد. رؤية المزيد من


أما نصوص بعض الوثائق فهي كالتالي:

1 ـ نص إجازة الإمام الكرباسي الى نجله الشيخ محمد الكرباسي، وهي بخط السيد محمد الچهارسوقي (أخ صاحب الروضات) وقد استنسخها سنة 1271هـ(2).

بسم الله الرحمن الرحيم

أجزت ولدي وقرة عيني محمدا وفقه الله سبحانه وتعالى لما يحب ويرضى جميع مالي من الطرق المذكورة في تصانيفي كالاشارات وغيرها عن جماعة من الفضل والمتبحرين والمشايخ المتورعين الذين يبخل الزمان بأمثالهم مكاتبة، فمنهم شيخنا الاعظم واستاذنا الاكرم الامام الهمام والحبر القمقام والبحر الاذخر الشيخ جعفر النجفي مسكنا ومدفنا. فقد أجازني أن أروي عنه عن شيخه واستاذه بل أستاذ الكل خاتم المجتهدين وعلامة المتأخرين محيي شريعة سيد المرسلين ذي الفضل الباهر والفخر الزاهر، مجدد المذهب الاثنى عشري في المائة الثانية بعد الألف آقا محمد باقر البهبهاني عن مشايخه وعن شيخه أيضا وأستاذه وحيد العصر وفريد الدهر وتاج الفخر وناموس الدهر الحبر الماهر ذي الفهم الباهر السيد محمد مهدي الطباطبائي، وقد أدركتهما وتلمذتهما ولاسيما ثانيهما فقد صاحبتهما برهة من الزمان، والظاهر أنهما ما كانا لا يجيزاني إن كنت استجزتهما ولكنني ما استجزتهما عن مشايخه الآقا المتقدم ذكره، والشيخ الفتوني والشيخ يوسف البحراني عمن سبقهم من المشايخ الاعلام حتى تتصل السلسلة بالصادقين(ع) من الاخبار المسطورة في الكتب المشهورة من الكافي والفقيه والتهذيب والاستبصار وكذا ما تضمنته الوسائل والبحار، ومنهم الفاضل العالم الكامل الامام المحقق المدقق القمقام المنزه عن الشين المبرىء من المين ذو المفاخر والمعالي ميرزا أبو القاسم القمي، فأجازني أن أروي عنه كل ما يصح له إجازته ويحق له روايته من الزبر الدينية والكتب الاسلامية، من الاحاديث والادعية والكتب الفقهية والكلامية والعربية والاصولية لاسيما الصحيفة السجادية والكتب السالفة بزيادة الوافي بطرقه عن مشايخه، فمنها ما عن شيخه الآقا المتقدم عن والده مولانا محمد أكمل عن جملة من مشايخه العظام وأساتـيده الكرام المستغنين عن ذكر المحامد والمناقب المشتهرين في المشارق والمغارب مولانا ميرزا محمد الشيرواني، والشيخ جعفر القاضي، والمولى محمد شفيع الاسترابادي، بل العلامة المجلسي، وجمال الملة والدين الخوانساري، عن مشايخهـم المشهورين ومنها: ما عن شيخه السيد الأجل والحبر الاكمل السيد حسين ابن السيد أبي القاسم، عن شيخه محمد صادق بن العالم الرباني مولانا محمد بن عبد الفتاح التنكابني الشهير بالسراب، عن شيخه البارع أستاذ العلماء والمحققين محمد باقر ابن المولى محمد مؤمن السبزواري، عن شيخه الغني عن التوصيف شيخ الاسلام والمسلمين بهاء الملة والدين، عن مشايخه العظام، وكذا عن المولى محمد صادق، عن الفاضل المجلسي، عن والده، عن شيخنا البهائي، ومنها ما عن شيخه الاعلم الافضل المحدث الفقيه المتبحر الشيخ محمد مهدي الفتوني النجفي، عن شيخه المحدث النبيل المولى أبي الحسن الشريف العاملي النجفي، عن شيخه الاعظم العلامة المجلسي، ومنها ما عن شيخه الاجل الاكرم الحائز لفنون الفضائل آقا محمد باقر بن محمد باقر الهزارجريبي، وقد رأيته ولا ينتفع به، عن عدة من مشايخه منهم: الشيخ المحقق المدقق الشيخ محمد ابن الحاج محمد زمان الإصفهاني، والشيخ الجليل الميرزا ابراهيم القاضي، عن السيد السند شيخ الاسلام ومعاذ المسلمين الامير محمد حسين ابن الامير محمد صالح الحسيني، والشيخ الفقيه الحاج محمد طاهر ابن الحاج مقصود علي الإصفهاني، والشيخ الفاضل مولانا محمد قاسم بن محمد رضا الهزارجريبي، عن العلامة المجلسي، ومنهم أستادنا الأقدم وشيخنا الافخم العالم العامل الفاضل الكامل المحقق المدقق الحسيب النسيب الاديب الاريب السيد الاجل والحبر الاكمل ذو النفس القدسية والسجية المكية الامير السيد علي روّح الله تعالى روحه وكثّر من عنده فتوحه، فقد أجازني أن أروي عنه ما سمعته منه وحققته من تأليفاته وتصنيفاته ورسائله وما أخذت منه شفاها بشرط مراعاة الاحتياط في النقل والقول والعمل، وعن شيخه الآقا المتقدم، ومنهم: الفاضل الوحيد الجامع بين المعقول والمنقول الزاهد الورع موضح الحقيقة والطريقة بل محببهما في الحقيقة الشيخ أحمد بن زين الدين الاحسائي، فقد أجازني أن أروي عنه جميع مقروءاته ومسموعاته وما صح له روايته بجميع أنحاء التحمل من مشايخه الافاضل وأسانيده الأماثل من سائر ما صنف في العلوم الالهية والعربية والحكمية والعلوم الآلية لسائر العلوم وغيرها من التفسير والسير والتاريخ بل كل ما هو منسوخ ومقول من المعقول والمنقول في الفروع والاصول وجميع ما هو مسطور من منظوم ومنثور بالاسانيد المتصلة الى مصنفيها ومؤلفيها من الخاصة والعامة لاسيما الكتب الاربعة القديمة والثلاثة الجديدة وما جرى به قلمه وحرره كلمه من مقدمات ورسائل وحواشي وأجوبة مسائل وخطب ودلائل وسائر ما وصل اليه من العلوم من بادٍ ومكتوم بطرقه المتصلة بأرباب ما ألف في سائر العلوم منها: ما رواه عن الفضلاء المتقدم ذكرهم وهم: السيد محمد مهدي، والشيخ جعفر، والامير السيد علي، ومنهم: الشيخ أحمد بن عصفور البحراني، والميرزا محمد مهدي الشهرستاني، والشيخ أحمد ابن الشيخ حسن بن علي بن خلف بن ابراهيم بن حنيف الدمستاني البحراني، والشيخ محمد ابن الشيخ حسين بن أحمد بن عبد الجبار القطيفي، عن مشايخهم، فذكر للأول من تقدم وزاد له آخر، فقال وعن شيخه بالاجازة السيد العالم العامل الامير السيد حسين، عن أبيه السيد ابراهيم القزويني، وللثاني منه الآقا المتقدم ذكره، وعن شيخه السيد محمد مهدي الطباطبائي، عن مشايخه الماضين، وللثالث منه خاله الآقا سابق الذكر عن والده، عن مشايخه المتقدم ذكرهم، عن الشيخ محمد تقي المجلسي، عن البهائي، عن والده، عن الشهيد الثاني، وأما الشيخ أحمد فعن شيخه وعمه الشيخ يوسف بن أحمد البحراني والشيخ عبد علي بن أحمد البحراني وعن أبيه الشيخ محمد ابن الشيخ أحمد البحراني بحق رواياتهم وطرقهم الى شيخهم الشيخ حسين ابن الشيخ محمد بن جعفر البحراني، وشيخهم عبد الله بن الشيخ علي بن أحمد البلادي، وعن شيخهم الشيخ أحمد ابن عبد الله بن حسن بجميع كتبهم ومقرراتهم، وأما الميرزا محمد مهدي فقال: له طرق منها: ما رواه عن الشيخ يوسف صاحب الحدائق، وأما الشيخ أحمد فعن الشيخ يوسف المذكور، وعن أبيه من الشيخ عبد الله بن علي البلادي، عن شيخه الشيخ سليمان بن عبد الله الماحوزي، وعن الشيخ عبد علي ابن الشيخ أحمد قراءة، وأجازه عن الشيخ حسين الماحوزي وعنه إجازة بغير واسطة وبواسطة بجميع كتبهم وحق رواياتهم عن الشيخ سليمان، وأما الشيخ محمد فعن أبيه عن الشيخ عبد علي السابق ذكره والشيخ حسين ابن الشيخ محمد بن جعفر الماحوزي والشيخ ناصر بن محمد الجارودي بحق رواياتهم عن الشيخ سليمان المتقدم ذكره، وعن الشيخ يحيى بن محمد بن عبد علي القطيفي عن الشيخ حسين المتقدم ذكره عن الشيخ سليمان السابق ذكره ومنهم: الشيخ عبد علي بن محمد بن عبد الله بن حسين الخطي البحراني فقد أجازني أن أروي عنه كل ما أجاز له روايته وكل ما أجازه مشايخه وأساتيده، قال وهم: جمة، إلا اني اقتصر من ذلك على أعلامهم طريقا وأشهرهم في رتبة العلم والفضل تحقيقا وتدقيقا وجعل منهم الشيخ يحيى ابن الشيخ محمد العوامي، عن شيخه حسين بن محمد الماحوزي، عن الشيخ سليمان بن عبد الله الماحوزي البحراني والشيخ عبد علي ابن الشيخ أحمد بن ابراهيم، عن الشيخ عبد الله بن علي، عن الشيخ سليمان المتقدم ذكره وعن أبيه الشيخ أحمد بن ابراهيم بواسطة ومنهم: الشيخ محمد ابن الشيخ أحمد بن ابراهيم الشهير بابن عصفور، عن الشيخ علي، عن أبيه الشيخ عبد الله أخي الشيخ سليمان المذكور لأبيه ومنهم: الشيخ حسين ابن الشيخ محمد ابن الشيخ أحمد المذكور سابقا، عن عمه الشيخ عبد علي والشيخ يوسف صاحب الحدائق، وقد سبق طرقهما، ومنهم السيد محمد مهدي المذكور سابقا بطرقه المتقدمة إلا أنه اقتصر من طريق الشيخ يوسف البحراني بأعلاه وهو ما رواه عن المولى محمد رفيع المجاور بالمشهد الرضوي حياً وميتاً، عن شيخه العلامة المجلسي، عن أبيه عن الشيخ البهائي، عن أبيه، عن الشهيد الثاني، ونحن قد اقتصرنا من الطرق الى ما انتهت الى اللؤلؤة وغيرها، وإن وفقني الله تعالى أكتب اجازة مفصلة إن شاء الله تعالى، وأسأل الله سبحانه أن يوفقه لما يحب ويرضى، وأرجو أن يكون في محله ومن أسباب ارتقائه الى درجات العلم والعمل وما فعله السيد السند آية الله في العالمين السيد محمد باقر الموسوي الرشتي قدس سره في اجازته لمولاه المستجير سلمه ثـقة، والوالد له ولأمثاله. رفع الله تعالى محله في الغرفات العالية في اجازة مفصلة في محله رحمة الله عليه بما يستحقه ورحمة الله عليه بما ينبغي له، فما جاز له التصرف فيه جاز له التصرف فيه والراد عليه كالراد عليه وهما كالراد على الله تعالى وهو في حد الشرك بالله تعالى، كما ورد في المقبولة المسلمة بين الطائفة. حرره في ربيع الثاني من الألف والمائتين وستين(3).


2 ـ نص إجازة السيد محمد باقر (حجة الاسلام) الشفتي الى الشيخ محمد ابن الإمام الكرباسي(4).

بسم الله الرحمن الرحيم

وبه الالتجاء للنجاة من عذاب الجحيم ومنه الاعانة للفوز بما في جنات النعيم.

الحمد لله العليم الحكيم الكريم والحميد المجيد الرحيم الفعال لما يريد والغفار لمن استغفره من شقيّ وسعيد والصلاة والسلام على سيد الأولين والآخرين كشّـاف الكربات يوم الدين وآله أمناء ربّ العالمين عليه وعلى آله آلاف التحية من ربّ العالمين.

فان اتصال أسانيد الاخبار الى ساداتنا الائمة الاطهار لما كان مطلوبا عند مشايخنا الاخبار واسلافنا الابرار. ولقد حكى شيخنا النجاشي قال: أخبرني ابن شاذان، قال: حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى، عن سعد، عن أحمد بن محمد بن عيسى قال: خرجت الى الكوفة في طلب الحديث فلقيت بها الحسن بن علي الوشاء فسألته أن يخرج إليّ كتاب العلاء بن رزين القلا وأبان بن عثمان الاحمر، فأخرجهما إليّ، فقلت له: أحبّ اليّ أن تجيزهما لي: يا رحمك الله، وما عجلتك، إذهب فاكتبهما واسمع من بعد، فقلت لا آمن الحدثان فقال: لو علمت أن هذا الحديث يكون له هذا الطلب لاستكثرت منه، فاني أدركت في هذا المسجد تسعمائة شيخ كل يقول حدثني جعفر بن محمد(ع)، استجازني الكشاف لغوامض الدقائق والفتاح للطائف الحقائق العالم العامل الكامل، والفاضل الفاصل، الباذل الجامع لمحاسن العادات والحائز لمكارم السعادات المتحلّي بالصفات الحسنة، والمتخلي عن الخصـال الرذيلة، ذو قوة يتمكن بها من استنباط الاحكام الشرعية عن مداركها المعلومة ويقتدر بها من استخراج الأحكام الالهية من مآخذها الشرعية، وكفاك في هذا المطلب ملاحظة تصانيفه الجليلة، ويرشدك الى هذا المقصد مطالعة تآليفه الأنيقة الرشيقة، قرة عيني وحبيب قلبي آقا محمد زيد فضله وتوفيقاته وكثر في الفرقة الناجية أمثاله، فأجزت له أن يروي عنّي مؤلفاتي ومسموعاتي وما برز مني من دقائق الأفكار التي خلت عنها كتب علمائنا الأخيار، وكلما صحّ لي روايته من الأخبار المروية عن ينابيع العلوم الربانية، والصحيفة السجادية، على منشئها آلاف السلام والثناء والتحية، وكتب علمائنا الأبرار في التفسير والأحاديث والفقه والأصول والرجال، لاسيما الأصول الأربعة: الكافي والفقيه والتهذيب والاستبصار، مكّن الله تعالى مصنفيها جنات تجري تحت قصورها وأشجارها الأنهار التي عليها المدار في هذه الأعصار، وما تولد منها ومن غيرها كالوسائل والوافي والبحار، أسكن الله تعالى مؤلفيها منازل الأخيار، عن أجلاء مشايخنا العظام، أعلى الله تعالى مقامهم في دار السلام، ومنهم شمس فـلك العلم والأفضال بدر معادن الدر والمرجان سيد المجتهدين، مرجـع العلماء المعتمدين، ناشر آثار أجداده الائمة الطاهرين، مشيّد شريعة سيد المرسلين عليه وعليهم آلاف التحية من فاطر السموات والأرضين، سيدنا ومولانا وأستاذنا الأمير السيد علي الطباطبائي الحائـري مسكنا ومدفـنا، ومنهم مفخر العلماء المحققين، مشيد الفضلاء المدققين، قدوة أهالي التحقيق والتدقيق، ملجأ أرباب التمجيد والتوفيق، مقنن قوانين الأصول واليقين، مشيّـد مناهج الفروع بالبرهان المبين، مولانا المكرم المعظم ميرزا أبو القاسم الجيلاني القمي نوّر الله تعالى مرقده، عن المولى الساطع البرهان، رافع الشك والريب عن وجه الحق بأوضح البيان، آية الله تعالى بين الأمثال والأقران، محيي القواعد الشرعية بعدما كادت تنطمس، مظهر مباني الأحكام الدينية بعدما كانت تندرس، الذي منَّ الله تعالى علينا بالاستفادة من خدمته في الاصول في أوائل التحصيل مصداق قوله(ص): «علماء أمتي كأنبياء بني اسرائيل». مولانا أستادنا بل وأستاد الكل مولانا آقا محمد باقر البهبهاني الإصفهاني الحائري، رفع الله محله في الغرفات العالية، عن والده الأجل الأكمل مولانا محمد أكمل، عن جلّة من مشايخه العظام منهم: السحاب الهامر والبحر الزاخر، فتّـاح مناهج الحقائق، كشّـاف فواتح الدقائق مفخر الأوائل والأواخر، مولانا محمد باقر المجلسي، ومنهم: قطب دائرة الفضل والأفضال، قطر فلك العلم والكمال، مولانا آقا جمال، ومنهم: كشّـاف الحقائق، وضّـاح الدقائق، المدقق الجليّ الزكيّ، مولانا ميرزا محمد الشيرواني نوّر الله تعالى مراقدهم، عن مشايخهم المسطورة في الاجازات، وسنقف على بعض الطرق من بعضهم، وعن الأستاذ الأعظم وشيخه الأكرم العامل العالم قدوة المتـقين، نخبة المتبحرين، السيد السند السيد أبو القاسم ابن السيد حسين الخونساري، عن شيخه وأستاذه الكامل والفاضل العالم الفقيه الباذل الحاذق، مولانا محمد صادق، عن والده الشيخ الورع التقي العلامة مولانا عبد الفتاح التنكابني المشهور بالسّراب، عن شيخه العلامة الفهامة قدوة العلماء المحققين، نخبة الفقهاء والمتكلمين، مولانا محمد باقر السبزواري صاحب الذخيرة والكفاية، عن علامة عصره وفريد دهره، صاحب المقامات العالية العالم الرباني مولانا محمد تقي المجلسي نوّره الله تعالى مرقده، عن مشايخه الآتية، وعن الشيخ الرفيع الشأن، المشار إليه بكل بنان، المتحلّي بمحاسن الأخلاق والمتحلّي بمحامد الصفات المحدث الفقيه النبيه الشيخ محمد مهدي الفتوني، عن شيخه رئيس المحدثين في عصره، قدوة الفقهاء في دهره، مولانا أبي الحسن الشريف العاملي النجفي، عن عدة من المشايخ العظام، منهم: فتّـاح الحقائق، كشّـاف الدقائق، العليّ السميّ المجلسي عن مشايخه الآتية، ومنهم الشيخ عبد الواحد بن محمد التواني، عن الشيخ صفيّ الدين، عن والده الشيخ فخر الدين الطريحي مؤلف كتاب مجمع البحرين، عن الشيخين الأكرمين السيد شرف الدين علي الحسني الحسيني، والشيخ محمد ابن الشيخ جابر، عن والده الشيخ عباس النجفي صاحب المؤلفات الفائقة، عن الشيخ عبد النبي شارح تهذيب الأصول، عن سيد الشارحين السيد محمد صاحب المدارك، عن الشيخ المعتمد الشيخ حسين بن عبد الصمد والد شيخنا البهائي، عن شيخنا الشهيد الثاني، عن مشايخه الذين ستقف على بعضهم، ومنهم شيخنا المعظم الشيخ سليمان ابن الشيخ معتوق العاملي، عن المحدث المتبحر ذي اليد الطويلة في ظواهر أخبار العترة الطاهرة عليهم آلاف السلام والتحية شيخنا اليوسف البحراني الحائري صاحب الحدائق، عن مشايخه العظام منهم الفاضل المحقق المنيع مولانا محمد رفيع المجاور في المشهد الرضوي على مشرفه آلاف السلام عن الكريم الرحيم البادي، عن مفخر الأوائل والأواخر مولانا محمد باقر المجلسي، عن مشايخه الآتية، ومنهم سيدنا التقي النقي الوفي الورع العابد العالم الزكي قدوة العبّـاد والزهّاد والنسّـاك مولانا العماد السيد الجليل السعيد النبيل سيدنا السيد محسن البغدادي، عن المولى المعظم المكرم ميرزا أبو القاسم القمي، وشيخنا المكرم الشيخ سليمان المقدم ذكرهما، منهم شيخنا المكرم المعظم، ملاذ العرب والعجم، مظهر الفضائل الجليلة، ناهج المناهج السوية، ناشر الآثار الجعفرية، شيخنا وعمادنا، الشيخ جعفر النجفي مسكنا ومدفنا أفاض الله تعالى على مرقده المراحم الربانية، عن مربّي الأوائل والأواخر مولانا محمد باقر البهبهاني، عن والده المعظم، عن مشايخه السالفة، وعن زبدة العلماء المحدثين، وعمدة الفضلاء المتبحرين أعلم علماء الزمان، مربّي العلماء الأعيان، سلطان العلماء العاملين، برهان أهل الحق واليقين، ناموس شريعة جدّه سيد المرسلين، سيدنا وأستاذنا السيد محمد مهدي الطباطبائي النجفي مسكنا ومدفنا، عن محيي شريعة سيد المرسلين مولانا آقا محمد باقر البهبهاني، عن والده عن مشايخه السالفة، وعن المحدث السالف قدوة المحدثين الشيخ يوسف البحراني بسنده السالف الى مولانا المجلسي نوّر الله روحه، فقد علم مما بيّنا طرق مشايخنا الأربعة، مولانا المعظم ميرزا أبو القاسم القمي، وشيخنا الشيخ سليمان العاملي، وسيدنا السيد محسن البغدادي، وشيخنا الشيخ جعفر النجفي، الى مولانا العلامة المجلسي، بقي طريق سيدنا أستاذ المجتهدين سيدنا مير سيد علي قدس الله تعالى روحه إليه، فأجزناه لأن تشرّف هذه الإجازة بذكر طريق واحد متصلا الى ينابيع العلوم الالهية لئلا تخلو هذه الاجازة عن هذه المرتبة مقتصرا بالطرق التي صرّح العلامة السميّ المجلسي بأنها أوثـقها وأقصرها وأعلاها نذكرها بعين عبارته الى محمد بن يعقوب الكليني فنقول: روى سيدنا الأستاذ رفع الله تعالى مكانه في المعاد، عن السيد الجليل ذي الشرف الأصيل العالي مير عبد الباقي الاصبهاني إمام الجمعة والجماعة، عن والده المغفور المرحوم مير محمد حسين، عن جده من قبل أمه زين الأوائل والأواخر مولانا محمد باقر المجلسي، عن عدة من الأفاضل الكرام وجمّ غفير من العلماء الأعلام منهم، والده العلامة وشيخه الأكمل المولى حسن علي ابن الأورع الأعلم الأتقى مولانا عبد الله التستري، وسيد الحكماء المتألهين الأمير رفيع الدين محمد النائيني، أفاض الله على ضرائحهم المطهرة شآبيب الرحمة والغفران بحق محمد روايتهم جميعا، عن شيخ الاسـلام والمسلمين، بهاء الملة والحق والدين، محمد العاملي طيّب الله رمسه، عن والده الفقيه النبيه عزّ الدين الحسين بن عبد الصمد الحارثي برّد الله ملجأه، عن أفضل العلماء المتأخرين، وأكمل الفقهاء المتبحرين، زين الملة والدين ابن علي بن أحمد الشامي رفع الله في الجنة درجته كما شرّف خاتمته، عن شيخه الجليل النبيل نور الدين علي بن عبد العال الميسي قدس الله نفسه، عن شيخه شمس الدين محمد بن المؤذن الجزيني رحمه الله، عن الشيخ الأجل ضياء الدين علي روّح الله روحه، عن والده فقيه أهل البيت(ع) في زمانه الشيخ السعيد الشهيد محمد بن مكي جزاه الله تعالى عن الايمان وأهله خير جزاء السابقين، عن الشيخ الأرشد الأسعد الأمجد فخر الدين أبي طالب محمد، عن والده العلامة آية الله في العالمين، جمال الملة والحق والدجن، الحسن بن يوسف بن مطهر الحلي حشرهما الله تعالى مع الائمة الطاهرين، عن والده الفقيه وشيخه المدقق المحقق، نجم الملة والدين، أبي القاسم جعفر بن الحسن بن يحيى بن سعيد نور الله مرقدها، عن السيد الشريف شمس الدين فخار بن معد الموسوي طيب الله روحه، عن الشيخ الكبير أبي الفضل شاذان بن جبرئيل القمي رحمة الله عليه، عن الشيخ الفقيه العماد أبي جعفر محمد بن أبي القاسم الطبري رفع الله مقامه، عن الشيخ الأفخم الأعظم أبي علي الحسن أحسن الله إليه، عن والده الجليل شيخ الطائفة المحقة وملاذها، أبي جعفر محمد بن الحسن الطوسي طيب الله روحه القدوسي، عن شيخ المحققين وقدوة المدققين، الشيخ المفيد محمد بن محمد النعمان رفع الله درجته في روضات الجنان، عن الشيخ الثـقة النبيل أبي القاسم جعفر بن محمد بن قولويه طاب ثراه، عن الشيخ الجليل ثـقة الاسلام محمد بن يعقوب الكليني سقى الله تربته الزكية صوب الإنعام، عن أسانيده المذكورة في كتابه الكافي أصوله وفروعه وروضته، منها ما رواه في باب النهي عن القول بغير علم في أوائل أصول الكافي، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن علي بن رئاب، عن أبي عبيدة الحذّاء، عن أبي جعفر(ع) قال: «مَن أفتى عن الناس بغير علم ولا هدى لعنته ملائكة الرحمة وملائكة العذاب ولحقه وزر مَن عمل بفتياه»، ورواه في باب المفتي ضامن في كتاب القضاء والأحكام في أواخر فروع الكافي بالسند المذكور، عن أبي عبيدة قال، قال أبو جعفر(ع): «مَن أفتى الناس بغير علم ولا هدى من الله لعنته ملائكة الرحمة وملائكة العذاب ولحقه وزر مَن عمل بفتياه»، وبالاسناد السالف فتّـاق الرتوق كشّـاف الوعور شيخنا المفيد قدس الله تعالى روحه السعيد، عن رئيس المتحدثين المتولد بدعاء خاتم الأوصياء المرضيين عليه وعلى آبائه آلاف التحية من رب العالمين شيخنا أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمي بأسانيده المذكورة في الفقيه والمجالس والعيون والتوحيد والخصال ومعاني الاخبار وغيرها من كتبه نور الله تعالى مرقده، منها: ما رواه في الفقيه، عن والده علي بن بابويه، عن سعد بن عبد الله عن ابراهيم بن هاشم، عن محمد بن أبي عمير، عن هاشم بن سالم، عن سليمان بن خالد البجلي، عن أبي عبد الله(ع) قال: «اتقوا الحكومة فان الحكومة إنما هي للامام العالم بالقضاء العادل في المسلمين لنبي أو وصي نبي»(5).


3 ـ نـصّ إجازة الشيخ محمد مهدي ابن الإمام الكرباسي للشيخ محمد حسين الكاشاني، وهي بخط كاتبه محمود، وختم المجيز، والذي صدر في 19 شوال 1267هـ.

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله الذي هدانا الى شرائع الاسلام بوسيلة أشرف أنبيائه الكـرام وآله الطيبين الطاهرين العظام عليه وعليهما أفضل الصلاة والسلام من الآن الى يوم القيام.

وبعد، فلما كان اتصال أسانيد الأخبار بالنبي والائمة(ع) باستجازة الطبقة اللاحقة من السابقة أمرا مطلوبا في الشريعة عند علمائنا الأبرار وأسلافنا الأخيار، ولقد ذكر النجاشـي في رجاله أنه أخبـرني ابن شاذان قال: حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى عن سعد عن أحمد بن محمد بن عيسى قال: خرجت الى الكوفة في طلب الحديث فلقيت بها الحسن بن علي الوشاء فسألته أن يخرج اليّ كتاب العلاء بن رزين القلا وأبان بن عثمان الأحمر، فأخرجهما اليّ، فقلت له أحبّ أن تجيزهما لي، فقال لي: يرحمك الله ما عجـلتك، فاذهب فاكتبهما واسمع من بعد، فقلت لا آمن الحدثان، فقال: لو علمت أن هذا الحديث يكون له هذا الطلب لاستكثرت منه، فاني أدركت في هذا المسجد تسعمائة شيخ كل يقول حدثني جعفر بن محمد(ع).

استجازني العالم الفاضل والمحقق الكامل المدقق الفاضل ذو الطبع السليم والذهن المستقيم والخلق العظيم والقلب القويم البالغ أعلى مراتب الفهم والتكريم المعرّى عن الشين والمين الشيخ محمد حسين الكاشاني أدام الله فضله وكثّر في الفرقة الناجية أمثاله بعد انشغاله عندي في برهة من الزمان في علمي الأصول والأحكام الشرعية بطريق التحقيق والتدقيق والتبيان واطلاعه على جُـلّ القواعد الشرعية والأصول الأصيلة وصيرورته صاحب القوة القدسية وملكة الاجتهاد في الأحكام الشرعية وصعوده من حضيض التقليد الى أوج الاجتهاد في الفروع الدينية كما علمت الكلّ منه بعد المعاشرة التامة والصحبة الشديدة في مجالس الدرس والمباحثة فأجبته وأجزته وأبحت له أن يروي عنّي كلما صحّ لي روايته من الأخبار المروية عن النبي والائمة عليهم آلاف الصلاة والتحية، والصحيفة السجادية، وغيرها من الأدعية والكتب الفقهية والكلامية والعربية والاصولية وغيرها لاسيما كتب المشايخ الثلاثة عطّر الله مراقدهم الكافي والتهذيب والاستبصار وغيرها، والكتب الثلاثة المشتملة على موارد الاخبار الوافي والوسائل والبحار بطرقي المتصلة الى مخازن الانوار الالهية ومهابط الفيوضات الالهية عليهم آلاف السلام والتحية بواسطة شيخي وأستاذي ومن عليه في العلوم استنادي والدي المحقق المدقق القمقام العلامة الفهامة الامام مؤسس الاصول على التحقيق والتدقيق ومهذّب الفروع على النهج الرشيق محيي مراسم الفقه والشريعة ومروّج مذهب الشيعة على أحسن الطريقة حجة الاسلام والمسلمين في عصره صاحب الكرامات الشريفة والمقامات الرفيعة عطّر الله مرقده وطيّب الله روحه وحشره مع النبي والائمة عليه وعليهم أفضل الصلاة والتسليم والتحية، وهي كثيرة، وبواسطة شيخي وملاذي وسيدي وحيد العصر وفريد الدهر العلم العلامة المحقق المدقق الفهامة حجة الاسلام والمسلمين وسيد الفقهاء والمجتهدين صاحب المطالع وتحفة الابرار والزهرة البارقة وغيرها من المصنفات الفقهية والاصولية والرجالية طيب الله مضجعه ورفع مقامه في دار الكرامة، عن مشايخهما العظام وأساتيذهما الكرام وتلك الطرق كثيرة لا يسع الوقت بذكر كلها أو جلّها لكثرة ابتلائي بالأمور العلمية من التدريس والتصنيف والتأليف وجواب السؤالات الواردة من المسائل الشرعية والمرافعات ورفع الحاجات العظيمة من الخلق، فلذلك نكتفي بذكر بعضها، كما أخبرني به شيخي وأساتذي ووالدي شيخ الاسلام والمسلمين رئيس الفقهاء والمجتهدين، عن شيخه الفاضل الكامل العالم العلامة المحقق المدقق الفهامة صاحب القوانين المحكمة في الاصول الشرعية، والغنائم، وأربعة مجلدات من أجوبة المسائل، والمناهج، وغيرها في المسائل الفقهية، أعلى الله مقامه عن شيخه وأستاذه، بل أستاذ الكل خاتم المجتهدين وعلامة المتأخرين محيي مراسم شريعة سيد المرسلين ذي الفضل الباهر والبحر الزاخر مجدد المذهب الاثني عشر في المائة الثانية عشر آقا محمد باقر البهبـهاني أعلى الله مقامه، عن والده الفاضل الكامل المولى محمد أكمل، عن الفاضل المدقق الملا ميرزا محمد الشيرواني، والشيخ جعفر القاضي، والمولى محمد شفيع الاسترابادي، والعلامة المجلسي، وجمال الملة والدين الخونساري، عن مشايخهم المشهورين، كالفاضل المتقي المجلسي، عن شيخه واستاذه شيخنا البهائي، عن والده واستاذه الشيخ حسين بن عبد الصمد الحارثي الهمداني، عن شيخـيه الجليلين عمادي الاسلام وفقيهي أهل البيت(ع) السيد حسن بن جعفر الكركي، والشيخ زين الدين العاملي الشهير بالشهيد الثاني قدس الله سرهما، عن الشيخ الفاضل التقي علي بن عبد العال الميسي العاملي، عن الشيخ السعيد محمد بن محمد الشهير بابن المؤذن الجزيني، عن الشيخ الكامل ضياء الدين علي، عن والده الافضل الأكمل المحقق الجامع في معارج السعادة بين مرتبة العلم ودرجة الشهادة الشيخ شمس الدين محمد بن مكي رفع الله قدره وأضاء في سماء الرضوان بدره، عن عدة من تلامذة العلامة، منهم: ولده فخر المحققين أبو طالب محمد، والسيدان الجليلان المرضيان المرتضى عميد الدين وأخوه ضياء الدين عبد الله ابنا عبد المطلب ابن السيد مجد الدين أبي الفوارس، والسيد العلامة السيد تاج الدين بن معية، والسيد ابن زهرة الحلبي، والسيد نجم الدين مهنى بن سنان، والشيخ المولى قطب الدين الرازي، كلهم عن الامام الهمام علم الاعلام الجامع بين المعقول والمنقول فحل الفحول تاج المجتهدين وسراج الاصوليين العالم الشهير في الآثار العلامة على الاطلاق جمال الدين الحسن بن يوسف بن المطهر الحلي رفع الله قدره في أعلى عليين، عن عدة من مشايخه منهم: والده، ومنهم الأستاذ الاعظم العالم العلم أعجوبة الزمان، وناظورة ذوي الاعلام في الدوران، خواجه نصير الملة والدين رفع الله قدره ونشر بين أهل الفضل أعلامه، ومنهم: الامام العالم المتين ناهج الحق المبين الفاضل المدقق الشهير بالمحقق نجم الدين جعفر بن سعيد شكر الله سعيه بما ليس عليه مزيد، ومنهم: السيدان المعتمدان رضي الدين أبو القاسم علي، وجمال الدين أبو الفضائل أحمد ابنا موسى بن جعفر بن محمد بن طاوُس، عن الشيخ نجيب الدين محمد السوراوي، عن الشيخ هبة الله بن رطبة، عن الشيخ أبي علي الحسن، عن أبيه شيخ الطائفة، وفذلكة الفرقة المحقة، محيي مراسم المذهب الأنور، ومروّض روض الدين الأزهر، رئيس المتأخرين وقدوة المتبحرين، الهاتك للاستار عن أسرار الأخبار، الكاشف نقاب الإشكال عن وجوه الآثار، أبي جعفر بن محمد بن الحسن الطوسي، عن شيخه الامام علم الأعلام، قدوة أهل العلم الـمرابط الساد ثغر الاسلام، القاطع ألسنة الملحدين، بقواطع البراهين، الامام السعيد، ذي الرأي السديد، الشيخ أبي عبد الله محمد بن النعمان الملقب بالمفيد، عن الامام الطاهر، البحر الزاخر، البدر الزاهر، محدث أهل البيت الذي لا يوصف بكيت وكيت الشيخ أبي جعفر بن محمد ابن بابويه القمي جزاه الله وجعل الجنة مثواه وطرقه الى الائمة الأطهار معلومة، ولنذكر طريقا منها: كما رواه الصدوق، عن أبيه، عن محمد بن القسم ماجيلويه، عن محمد بن علي الصيرفي، عن نصر بن مزاحم، عن عمر بن سعد(6)، عن فضل بن خديج، عن ابن زياد النخعي، قال: كنت مع أمير المؤمنين(ع) في مسجد الكوفة وقد صلينا العشاء الاخرة فأخذ بيدي حتى خرجنا من المسجد فمشى حتى خرج الى ظهر الكوفة لا يكلمني بكلمة، فلما أصحر تنفس الصعداء ثم قال: يا كميل إن هذه القلوب أوعية فخيرها أوعاها. احفظ عني ما أقول لك، الناس ثلاثـة: عالم رباني، ومتعلم على سبيل نجاة، وهمج رعاع، أتباع كل ناعق، يميلون مع كل ريح، لم يستضيئوا بنور العلم ولم يلجأوا الى ركن وثيق. يا كميل: العلم خير من المال، العلم يحرسك وأنت تحرس المال، والمال تنقصه النفقة، والعلم يزكو على الانفاق. يا كميل: العلم دين يدان الله به، يكسب الانسان الطاعة في حياته وجميل الاحدوثة بعد وفاته. يا كميل: مات خزان الأموال والعلماء باقون ما بقي الدهر، أعيانهم مفقودة، وأمثالهم في القلوب موجودة، آه آه آه، ههنا ـ وأشار بيده الى صدره ـ لعلماً جمّـاً، لو أصبت له حملةً، بلى أصيب له لقنا غير مأمون يستعمل آلة الدين في الدنيا، ويستظهر بحجج الله على خلقه وبنعمه على عباده، أو منقاداً للحق لا بصيرة له في أحنائه، ينقدح الشك في قلبه بأول عارض من شبهة، ألا لا ذا ولا ذاك، أو منهوما باللذات، سلس القياد للشهوات، أو مغرياً(7) بالجمع والادخار، ليسا من رعاة الدين في شيء، أقرب شبهاً بهما الأنعام السائمة، كذلك يموت العلم بموت حامليه. اللهم بلى لا تخلو الأرض من قائم لله بحجة ظاهر مشهور أو ستر معمور، لئلا تبطل حجج الله وبيّـناته، وأين أولئك؟ أولئك والله الأقلون عددا الأعظمون خطرا، بهم يحفظ الله حججه وبيّـناته حتى لو يودعوها نظائرهم ويزرعوها في قلوب أشباههم، هجم بهم العلم على حقائق الأمور، وباشروا روح اليقين واستلانوا ما استرعوه المترفون، وأنسوا بما استوحش منه الجاهلون، وصحبوا الدنيا بأبدان أرواحها معلقة بالمحل الأعلى، أولئك خلفاء الله في أرضه والدعاة الى دينه. آه آه، شوقا الى رؤيتهم، ثم نزع من يدي، وقال: انصرف إن شئت.

ومنها ما رواه الصدوق، عن الإمام الأقدم الراسخ القدم ثقة الاسلام وعين الأفاضل الأعلام الشيخ محمد بن يعقوب الكليني وطريق الى الائمة(ع) من كتابه الكافي معلوم، كما رواه عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن ابن فضال، عن عبد الله بن بكير، عن فضيل بن يسار، عن أبي عبد الله(ع) قال: من عاد مريضاً شيّعه سبعون ألف ملك يستغفرون له حتى يرجع الى منزله.

وما رواه عن علي بن ابراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي عبد الله(ع) قال، قال أمير المؤمنين(ع): الايمان أربعة أركان: الرضا بقضاء الله، والتوكل على الله، وتـفويض الأمر الى الله، والتسليم لأمر الله.

وما رواه عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، وعلي بن ابراهيم جميعا، عن أبي محجوب، عن ابن رباب، عن أبي حمزة، عن جابر بن عبد الله قال، قال رسول الله(ص): ألا أخبركم خير رجالكم، قلنا بلى يا رسول الله، قال: إن من خير رجالكم التـقي النقي، السمح الكفّين، النقي الطرفين، البرّ بوالديه، ولا يلجأ عياله الى غيره.

فليرو دام فضله وتوفيقه بما ذكرنا من الطريق وغيره من الطرق جميع الأخبار وكتب الدعاء مراعيا لشرائط الرواية، مبتغيا لغاية ما اقتضاه الفهم والدراية، وأوصيه بعد نفسي الخاطئة بتقوى الله التي هي الزاد وبها المعاد، والورع عما يكرهه سبحانه، والزهد عن هذه الدنيا الدنية الفانية، وعدم الركون الى ممرهات(8) هذه الخداعة الغرارة الخالية، وجعل ربه الرقيب تعالى نصب عينيه في الأقوال والأفعال، والأخذ بالاحتياط التام في جميع الأعمال، وتنوير القلب بترك المهلكات وارتكاب المنجيات، لاسيما التواضع والانصاف، والاعتراف بالقصور والتقصير، وعدم المبادرة الى الفتوى، فان المفتي على شفير السعير، وخطر عظيم، وزجر عسير، كيف وقد قال الله سبحانه في شأنه بفصل يسير: { 8 9 : ؛ چ = عع ؟ ژ }، { £ $ % × ' ( ) * + }، { ط ظ ع غ [ گ ] ء _ }. وقال الصـادق(ع): «إن النواويس شكت الى الله عز وجل حرّها، فقال لها اسكتي، فان مواضع القضاة أشد حراً منك». ومع ذلك المفتي في مقام الافتاء مخبر عن الله سبحانه، كما هو ظاهر، وأي جرأة للعبد في الافتراء على الله سبحانه، وقد قال في القرآن الكريم: { آ أ ؤ إ ئ ا ب }، فضلا عما ورد عن أهل البيت(ع)، وتتولول منه الفتاوى، وتبكي منه المواريث، وتصرخ منه الدماء. ومن أفتى الناس بغير علم ولا هدىً، عليه من الله اللعنة ومن ملائكة الرحمة ومن ملائكة العذاب، ولحقه وزر من عمل بفتواه وكل مفت ضامن، الى غير ذلك من الآيات الأخبار، بل الأولى صرف العمر في ازدياد التقوى والعلم وتكميل النفس في العبادات، والسعي في التفقه في الدين في الأصول والفروع، ولقد أجاد الفاضل المحقق ابن حمزة في الوسيلة حيث قال: وعليك بالتفقه فانه شرف لك في الدنيا وذكر لك في الآخرة، ولا يتيسر ذلك إلا بحسن السيرة وصفاء الضمير، والتعبد بأحكام الله والتجنب عن السيئات، من الصغيرة والكبيرة، وعليك بقضاء حوائج العباد فانه من أعظم ما ينتفع به يوم التناد، وأسأله أن لا ينساني عن صالح الدعاء في جلّ الأوقات لاسيما في الأسحار وعقيب الصلوات. فيا أخي هذه وصيتي بعد نفسي إليك فاني كنت في جميع عمري بعدما ميّـزت اليمين عن الشمال، والنجم من الهلال، مشتغلا في تحصيل الآداب والعلوم، والفنون عند الأماجد الكرام، والأفاضل الأطياب، من الأجلة الفخام والأصحاب العظام، كالمحقـق القمي القمقام، والشيخ محمد جعفر النجفي العلام، والوالد المحقق الإمام، والسيد الممجد السيد محمد الطباطبائي صاحب المفاتيح والوسائل والمناهل، والسيد المحقق العلامة صاحب المطالع والتحفة، وغيرهما من الرسائل الكثـيرة، والمحقق الكامل الفاضل الگيلاني الحاج محمد جعفر الحكيم اللاهيجاني، وغيرهم من الأكابر الكرام عطّر الله مراقدهم، الى أن كتب في حقي سيدنا المحقق العلامة صاحب المطالع والتحفة أعلى الله مقامه، إن حكمه حكم الإمام عليه آلاف التحية والثناء والسلام، ثم كتب والدي ومن إليه في فنون الشريعة أستاذي المحقق العلامة القمقام أعلى الله مقامه في دار السلام في مدة مما صدر منّي من الأحكام أن الراد عليه كالراد على الله، وهو في حدّ الشرك بالله، كما ورد في المقبولة بين الطائفة مع أنه رحمه الله لم يكتبه لأحد إلا في شأن السيد المحقق القمقام صاحب المطالع لكثرة احتياطه وورعه في الدين، ومع ذلك كله صرفت جميع عمري الى الآن الذي دخلت في ست وخمسين في التدرّس والتدريس والتأليف والتصنيف في العلوم الأدبية والأصول والفروع، فحررت في الأصول العيون ومجلدات كثيرة من المصابيح، وفي الفقه مجلدات عديدة من شرحي اللمعة والمنهـاج، فعليك بالمداولة والاشتغال بالعلم، ولاسيما علمي الأصول والفقه، تدريسا وتصنفياً وتأليفاً، وترويج الأحكام الشرعية ونشر الشريعة المطهرة، والحمد لله أولا وآخراً، ظاهراً وباطناً، والصلاة على أشرف خلقه وأنبيائه وأوصيائه.

وكان الفراغ من ذلك في يوم الأحد التاسع عشر من الشوال المكرم من سنة 1267، وقد كتبه العبد الأقل الجاني ابن العالم العلامة المحقق المدقق الفهامة، محقق الأصول الجامع بين المعقول والمنقول، فحل الفحول، مقتدى الأنام ومرجع الاسلام ونائب الإمام، سميّ الامام المنتظر، حجة الله على الورى، وبقية الله في الأرض والسما، عجل الله تعالى فرجه وأهلك أعداءه ونصر حزبه وأنصاره بحق محمد وآله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم أجمعين. ـ محمود عفا عنه الرب الودود ـ.

هذا كل ما كتبته ومطابق له، وقد حررته في 19شوال المكرم سنة 1267 (9).

الختم المبارك

محمد مهدي بن محمد ابراهيم


(1) لقد حذفنا الصور الشخصية لنضعها في الفصل الخاص بها، كما أضفنا صور بعض الوثائق بالمناسبة ـ نجل المؤلف.

(2) لقد علّق الموسوي في آخر الاجازة بما يلي: (محل خاتم المجيز) المرحوم المغفور له حجة الاسلام والمسلمين الحاج محمد ابراهيم الكرباسي الإصفهاني أعلى الله مقامه في عليين بجاه محمد وآله الطاهرين صلى الله عليهم أجمعين. وحرر ذلك العبد محمد الموسوي بواسطة من خط المجيز في أواخر جمادى الآخرة من عام 1271 من الهجرة، والحمد لله.

(3) وقد أشار الى هذه الاجازة الشيخ الطهراني في الذريعة: 1/134، كما وأن للشيخ محمد الكرباسي إجـازة أخرى من والده حررها سنة 1259هـ، وجاء في أولها: «الحمد لله العليم الحليم». توجد النسخة في مكتبة المرعشي النجفي بقم المشرفة ـ نجل المؤلف.

(4) توجد النسخة التي نقلنا عنها في مكتبة المرعشي النجفي بقم المقدسة ـ نجل المؤلف.

(5) جاء في نهاية الاجازة بخط الكاتب ما نصه: تمّت الاجازة من السيد السند المولى السيد محمد باقر للمولى العلم آقا محمد بن المولى الحاج محمد ابراهيم الكرباسي رحمه الله، وله رحمه الله في خصوص تعديله سلمه والاقتداء به حكم مكتوب.

(6) في بعض النسخ: «محمد بن سعد»، وهناك نسخ أخرى أيضا.

(7) في بعض النسخ: «مغرما».

(8) الممرهات: المفـسدات.

(9) توجد نسخة من هذه الاجازة في مكتبة السيد المرعشي النجفي بقم المشرفة ـ نجل المؤلف.