آل الكرباسي - أخبار آل الكرباسي
الخميس, 24 تشرين2/نوفمبر 2011 11:33

 رحيل الحاج احمد الكرباسي .. نحو كربلاء


بقلم: علاء الزيدي


شاء الله سبحانه وتعالى للحاج احمد كاظم الكرباسي ( المعروف بين اوساط الجالية العراقية في لندن بكنيته ذائعة الصيت ؛ ابو علي الكرباسي ) ان يختتم حياته الحافلة بالعطاء والبذل وخدمة المجتمع بمآبٍ نوراني الى حبيبه سيد الشهداء الامام الحسين عليه السلام ، الذي ارتبط به ارتباطاً وثيقاً عبر اقتفاء خطى الامام في سياق خدمة عباد الله ، دون حدود وقيود وشروط . كان سيد الشهداء يؤكد في مقولة قل نظيرها : من فضل الله عليكم حاجات الناس اليكم ، وكان ابو علي الكرباسي من ابرز المصاديق على هذا الكلام الخالد قلباً وقالباً.

ahmad-karbassi-kadum

غريباً كان الحاج ابو علي الكرباسي في طبيعة خدمته لمجتمعه وجاليته وعموم العباد . كان يبدو قادماً من صقع بعيد ، زمن سحيق ، جماعة صالحة منقرضة ، يجيد العطاء ويجهل الأخذ ، يتلذذ بإرهاق روحه المتعبة بالهجرات المتعددة وجسده المنهك بالسكري وساقيه المبتليتين بآلام المفاصل دون انتظار حتى لكلمة شكر مقتضبة ، في زمن ٍ اصبح فيه كل شيء (حتى الكلمة الطيبة والتحية الحارة او حتى الباردة والنظرة الحانية) بثمن .. باهظٍ احياناً .

وكان الفقيد الراحل مثالاً للتواضع والاندماج في طبقات المجتمع الدنيا دون مَنٍّ او أذى ، ودون تعالٍ او تفاخر بحسبٍ ونسبٍ حاز فيهما قصب السبق ، عبر انتمائه الى اسرة ال الكرباسي العريقة في العراق وإيران وعدد من المهاجر، تلك الاسرة الكريمة التي ترجع أصولها (وفق المصادر المحققة) الى صاحب الامام علي عليه السلام وموضع سره ومؤتمن عهده الشهير، الصحابي الجليل مالك الأشتر رضي الله عنه.

لم يكن الحاج ابو علي الكرباسي طاعناً في السن (مواليد 1949) لكن الكدح المتواصل في خدمة الدين والمجتمع وقضاياهما، فضلاً عن التنشئة الطيبة لأولاده (بنتان وثلاثة ابناء) في زمن بالغ الصعوبة وفي غربة طويلة الاماد، اضافة الى الرحيل المأساوي لشقيقه الفقيد زهير واصغر أبنائه غرقاً في نهر الزاب بكردستان العراق خلال عيد الفطر الماضي ، هذه العوامل مجتمعة أنهكت روحه الحساسة وقلبه الرهيف، وعجّلت برحيله المفاجئ الى الملكوت اثر نوبة قلبية، عقب عودته من حجه السنوي لبيت الله الحرام (كان يخدم الحجيج ضمن احدى الحملات) وقبيل صعوده الى الحافلة المتجهة من بغداد الى كربلاء، التي كانت المنتهى المقدس لرحلته الحياتية المليئة باعمق معاني الخير والسخاء والطيبة اللامتناهية.

ابو علي الكرباسي لم يعد بيننا ، بوجهه الباسم ودعاباته المهذبة، لكن ذكراه الطيبة وخدماته المجتمعية التي لا تنسى، عوامل استمطار مستمرة لرحمة الله على روحه الطاهرة، واستدرار لدموع المحبين لأخ وصديق اقرب الى النفس من الشقيق.

فانّا لله وانا اليه راجعون .