آل الكرباسي - مقدمات تمهيدية
الثلاثاء, 05 نيسان/أبريل 2011 11:51

مقدمة المترجم

أحمدك اللهم على ما أوليتني من نعمائك المتلاحقة، وأشكرك على ما أنعمت عليّ بهدي آياتك المتتالية في اتخاذ الاسـلام ديناً والاعتراف بالخاتم نبياً، وبالولاء لأهل البيت نبراساً، واثني عليك اللهم حامداً، حيث تداولتْـني الأصلاب الطاهرة، فكان مالك لي جداً، والحمد لله أولا وآخراً.

وبعد: فقد توجهت من بيروت الى قم صيف عام 1398هـ، لتقبيل يدي أبي، كعادتي السنوية، وأحظى بشيء من بركاته الربانية، وكنت بحضرته، إذ قدّم لي النسخة التي تمّت إعادة صياغتها بيراعه، والتي هي في تراجم آل الكرباسـي، وكأنه كان على علم بأن حياته قد شارفت على النهاية، حيث كنت قد طلبت منه قبل ذلك بتسهيل أمر زواج شقيقي الوحيد، وكذلك شقيقتي الأخيرة، مذكراً إياه بأن كل العزّ أن يتم ذلك في ظلك، فلما مثلت أمامه، وتمّ الزواج في ذلك الصيف البهيج، قال لي بالحرف الواحد، يذكّـرني بالوعد الذي قطعه على نفسه: (لقد وفيت بعهدي، وأديت ديني، وليس لي في دنياي مأرب)، ولا أدري حين تحاورنا آنذاك عن الكتاب، أطلب منّي أن أترجمه الى العربـية، حين قلت له أين حصة المتكلمين باللغة العربية من آل الكرباسي، أم إنني واعدته بذلك. وعلى أي حال، فعندما رجعت الى بيروت، بدأت بترجمته في أوقات الفراغ(١) الذي قلما وجدتها في حياتي، ولكن تلاقت أحداث لبنان بثورة ايران، وجاءت إصابة الوالد بالسرطان، وقد أثـقلت كاهلي أعباء ما حمّله الثـقلان، وذلك برحيله عام 1399هـ الى رب الغفران، فبقي الكتاب دهراً طي الكتمان، الى أن قيّض الله من يتولى طباعته في إصفهان، فحرّك حينها مشاعري نحو الترجمان، فكـان من أمره ما كان، الى أن انتهيت منه في هذا الزمان، بفضل الله الواحد المنان، وذلك في ذكرى وفاته في الخامس والعشـرين ببغداد المحمية بإذن الرحمان، من شرور الإنـس والجان.

مساء يوم الجمعة 9/6/1424 هـ

محمد صادق محمد الكرباسي

 

وقلت من بحر المستدرك في الكتاب:

قد أتانا كتاب يحتوي فارعاً من

مالك الأشتر يحكي لنا عن سليلِ

آل كرباسَ نعني أهل علم وتقوى

جدهم مالكٌ أنْعِم بهم من فصيلِ

 


١- وكان قد سبق مني ترجمة المقصد الأول والفصل الأول من المقصد الثاني وأنا في كربلاء المقدسة وذلك في السادس من شهر شعبان عام 1389 هـ، حيث عثرت عليها في أوراقي المبعثرة من مؤلفاتي.